..لنعد قليلا إلى موضوع المغتربين....فهو مهم...

...لقد كتبت أختنا الطيبة سوسو عن موضوع الهجرة ...فقلنا أن السبب في كل هذا هو فقدان الأمل واليأس من الوطن.....فهناك بين الحياة والموت خيط رفيع...نعم...بين أي حياة وأي موت خيط رفيع رقيق جدا...يسمى بالأمل....
...لن نخصص هذا فقط بهؤلاء المساكين المهاجرين أصحاب القلوب المجروحة وضحايا قوارب الموت....
..بل حتى حياة المترفين الأغنياء ..الذين لا يعيشون حسب مظاهرهم وإن كان العكس صحيحا...لا يعيشون إلا حياة طيبة مليئة بالمطاعم والمشارب والمناكح والملذات ومتع الذنيا الطيبة ماظهر منها وما بطن....
...حتى هؤلاء ...بل حتى أصحاب الفلل وسكان القصور...كل هؤلاء بين حياتهم وموتهم خيط رفيع بمجرد انقطاعه تصبح الحياة والموت عند كل هؤلاء سواء...
..وقلنا بأن هذا الخيط يسمى الأمل....
...هذا الشاب ..يجد نفسه يبلغ من العمر ستة وتلاثون عاما أو أكثر...لا عمل لذيه ولا متاع .....وربما متزوج وله أطفال...فيوسوس له الشيطان في أفكاره وعقله بأن الفرصة التي اتته للسفر إلى الخارج ...إنما هي فرصة قد تفتح أمامه أبواب الجنة.....
...وإذا بها تفتح أمامه أبواب الجحيم ...فتقدفه الأمواج جثة هامدة لا حراك فيها ...بعد أن كان يملؤ البيت ضحكا وهزلا ومزاحا...هاهو الأن يأتي ميتا وهاهم الأهل والأحباب يستقبلونه في صندوق .....إنا لله وإنا إليه راجعون ...نسأل الله العافية وحسن الخاتمة ...أمين...
......اخوكم ...عبد الله بن أبي عبد الله............