المغتربون العرب .....تأخذ في البداية وتدفع في النهاية!

المغتربون العرب .....تأخذ في البداية وتدفع في النهاية!


عبر التاريخ ومنذ الخليقة شكلت الهجرة من مكان الى آخر ديدنا لبني البشر وحتى الحيوانات ايضا، وكان الانسان يرحل الى حيث الامان والماء والغذاء ، وقامت الحضارات القديمة في اماكن الاستقرار الغذائي والسياسي ، وكان يشكل انهيار هذه الحضارات دافعا آخر الى الهجرة الى الافضل.

لا يكاد يوم يمر دون ان نسمع عم قوارب تخترق المتوسط لتحمل المهاجرين الى اوروبا، وما تحمله هذه الاخبار عن الحوادث المأساوية التي يتعرض لها المهاجرون حيث يغرق العديد منهم في البحر او يموتون جوعا وعطشا، واذا وصلوا يودعوا في مراكز لاستيعابهم تتنافى والحد الادنى من ما يستحق البشر.

لا يخفى على احد ان العالم العربي يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة ضيقت سبل الحياة على الناس ، اضافة الى عدم الاستقرار السياسي والحروب والانقلابات العسكرية والظلم والاضطهاد وتغول الاجهزة الامنية في العالم العربي على الناس، كل هذا دفع الى الهجرة الى دول اخرى وخاصة اوروبا وامريكا الشمالية ودول الخليج العربي ، ولا بد من لفت النظر الى ان اوروبا تعتبر الوجهة الرئيسية للهجرة العربية لكونها الاقرب جغرافيا والاسهل في التعاطي مع حالات الهجرة واللجوء السياسي والانساني لها.

طبعا يحمل المهاجرون احلاما كبيرة حول الحياة الكريمة والثراء السريع والحرية والديمقراطية والبعد عن التفكير والقلق الدائم حول لقمة العيش والصراع السياسي وزوار منتصف الليل ،

ليس كل ما يتمناه المهاجر يجده ، فليس كل مهاجر يجد الامور سهلة وميسرة امامه ، فهناك من ينجح وهناك من يفشل وهناك من يعيش وكفى.

تشكل الرغبة الجامحة لدى المهاجرين للنجاح الى العمل الكثيف من اجل جني المال والتجارة حتى يغيروا من احوالهم السابقة ، ومن هنا يلفت النظر ان المهاجرين العرب وخاصة الجيل الاول ينشطون في التجارة والعمل الحر ، وغالبا ما يكون المهاجر اعزبا ، ثم يبدأ التفكير بالزواج اما للاستقرار الشخصي بعد الاستقرار المالي او لتثبيت نفسه من خلال الزواج من اجنبية من اهل البلاد الاصليين او من عربية من بلاده وهذا هو الاغلب .

تستمر حياة المهاجر بعد الزواج في العمل المضني لمراكمة النجاح وجني المزيد من المال ، ويبدأ بالانجاب ، وتستمر الحياة سنة بعد سنة وعندما يكبر المهاجر في السن ويصل ابناؤه الى سن الشباب ينقسم المهاجرون الى ثلاثة اقسام:-

هناك من ينتبه الى ان ابناءه كبروا وانهم لا يتقنون لغته ولا يعلمون الا القليل عن دينهم ، واصبحوا اصحاب ثقافة غربية، فيلجأ الى العودة الى بلاده والاكتفاء من المهجر ، حتى ينقذ ابناءه من الذوبان في المجتمعات الغربية.

البعض الاخر يسعى الى انشاء مؤسسات في الدول التي هاجر اليها حتى لا يفقد وابناءه هويتهم الحضارية والدينية، وتكون تلك مقدمة للاندماج بفعالية في الحياة السياسية والمدنية في الغرب ، وشكلت هذه المؤسسات نجاحات جيدة في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية، وبدرجة قليلة في دول امريكا اللاتينية.

اما النوع الثالث من المهاجرين ، وهو النوع الذي انصهر وعائلته في المجتمعات التي هاجر اليها ولم يعودوا يتميزون باي ميزة تربطهم بماضيهم.

لاحظت من خلال دراسة اعددتها قبل فترة ان العديد من المهاجرين وخاصة الذين ذاب ابناؤهم في الغرب ورفضوا العودة الى بلادهم وتأوربوا او تأمركوا ، ان هؤلاء يشعرون بالندم الشديد على هجرتهم الى تلك الدول بالرغم من انهم جنوا الملايين التي يحسدهم عليها الكثير من الناس، فقد صارحني ثلاثة منهم انهم لو عاد بهم الزمان لما هاجروا ولما تركوا بلادهم ، لانهم خسروا ابناءهم وسيخسرون المال الذي جنوه بعد موتهم عندما يصرفه هؤلاء الاولاد الذين لا يمتون لا للعربية ولا للاسلام بصلة.

ليس كل المهاجرين من يفكرون بطريقة من سبق ذكرهم فقد اسلفت ان المهاجرين عدة انواع ، ولكنني اعتقد ومن خلال الدراسة ان الهم الاول الذي يسيطر على المهاجر هو الهروب من جهنم شظف العيش والدولة البوليسية الى الفردوس خلف البحار، وآخر ما يفكرون به وبعد عشرات السنوات هو وضعهم العائلي الذي يكونون في غفلة منه ومن تأثير الثقافة الغربية على ابنائهم.

فهل تشكل هذه القضية دافعا لرفض الهجرة ام انها ستكون دافعا لتنظيم احوال العرب والمسلمين وابنائم في الغرب من خلال مؤسسات ومدارسة وجمعيات تنظم امور الجاليات العربية الضخمة التي تتضخم كل يوم في الغرب حتى لا يدفع المهاجر كل ما جناه في نهاية الطريق؟

جيانا فعلا هذه مشكلة كبيرة يواجهها اغلبية شعوب المنطقة الاسيوية والافريقية ولولا حاجة الانسان الشرقي والعربي تحديدا للهجرة من بلادهم الى دول الغرب لما كانوا سيعرضون حياتهم هذه للخطر
وماعدا هذا كله ان اسالبيب وقوانين اوربا للهجرة قد تغيرت وصارت من اسؤا المعاملات من حيث اقامتهم الاولى في الكمبات قبل حصولهم على الاقامات -
وللاسف الشديد بلادنا العربية من اجمل واغنى دول العالم ولكن تفتقد للنظم الديمقراطية وتاكدي لو انحل النظم الديكتاتورية وانحلت محلها الديمقراطية لاصبحت دولنا جنة الفرودس
تحياتي جيانا وشكرا لمداخلتك

sosoajin

..حقيقة إن الموضوع الذي تكلمتي فيه ياأختي موضوع مهم ..بل أكثر من مهم فهو يحمل بين كلماته حروف الحياة والموت ...ويعطينا فكرة أن بين الحياة والموت خيط رفيع ...عندما ينقطع هذا الخيط يصبح الإنسان يرى الحياة والموت سواء ...
..بل هو يغامر ويخاجر ويترك أباه وأمه ولا يذري مصيره هل سيبقى حيا أم ستتقادفه الأمواج وتعيده لأهله جتة هامدة لا حراك فيها...
...كم من مهاجر فضل الموت على البقاء حيا في ظروف الفقر والجوع والفتنة الهوجاء...
..أنا شخصيا أعتبر أغلب هؤلاء الذين يموتون هكذا من الشرفاء...لأنني أقول في نفسي هؤلاء عندهم الشجاعة....ولو لا الشجاعة ماقاموا بهذه المغامرات...وكانت عندهم فرص للسرقة والسطو على الممتلكات ...وقطع الطريق كما يفعل أكثر الشبباب اليوم...
..ولكنهم لم يفعلوا بل فضلوا المغامرة على ذلك...
...أتعرفون لماذا.....لأنهم ياأختي شرفاء..............والشرف يقتل صاحبه أحيانا.....